استشارة زوجية

الاستشارة:
كثرة المشاكل مع زوجتي صار النقاش بيننا معدوم وكل واحد مايطيق الثاني  وتتظايق لما اوجها واقولها انا ولي الأمر انا اسكت وبعد ما اجمع عليهم مشاكل اعصب عليهم... الظاهر السوشل ميديا غيرت زوجاتنا وابنائنا وش الحل



الرد على الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل :

أولا : أود أن أشكرك على مبادرتك و توجهك للاستشارة و شعورك بالمسؤولية تجاه عائلتك.

و أسأل الله أن يوفق بينكما ويرزقكما الراحة والسكينة في حياتكما .

أخي الكريم ؛ يتضح لي و -لو أن شرحك للمشكلة مختصر -أن جوهر المشكلة يكمن في عدم النقاش و التحاور و التفاهم فيما بينكما . 

وهذا يا أخي الفاضل ؛ أمر وارد في مرحلة من مراحل الحياة الزوجية ، فالحياة الزوجية ليست إلا مجموعة من المراحل و التحديات التي يمر بها كل من الزوجين و تمر هذه المراحل الصعبة و التحديات في الحياة بالحوار بين الزوجين و النقاش و المواجهات و الصبر وتقبل وجهات النظر المختلفة و الهدوء في حين اشتداد الحوار و تحمل بعض عواقب المشكلات.

أيها الزوج الفاضل؛ ليس من الحكمة أن تتكلم مع شريكة حياتك بفوقية وتعالي فتقول :( أنا ولي الأمر ، و أنا كذا و كذا ...) ، فمثل هذه العبارات خصوصا في حين اشتداد الحوار أو المشاكل ما هي إلا منفر للشخص وتسبب بعض الحساسية بين الشريكين وتغلق أفق الحوار بينكما ، إنما يمكنك استخدام بدائل لهذه العبارات قد توصل لنفس المعنى وتفي بالغرض دون صنع نوع  من المنافسة والحساسية بين الشركاء فيمكنك مثلا قول:(أنا القائم بك ومن محبتي بك أتحمل مسؤوليتك ) ، أو ( أنا أرغب في تعديل وضعنا وبعض أمور حياتنا ، و أنا بادرت بهذا لأني أحبك و أتمنى أن نعيش حياة أفضل ) ، مثل هذه العبارات توصل المعنى لكن بطريقة ألطف وأقرب للقلب و متقبلة أكثر للشريكة. كما أنوه لك بأن تقول هذا الكلام بأسلوب هين لين كما أمر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , ولا تنسى قول الله تعالى : ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ).

وأن تختار الوقت المناسب لبدء الحوار فيمكنك مثلا أخذ زوجتك الكريمة للحديقة أو لمطعم وتبدأ الحديث بهذه الطريقة و بصوت منخفض وأسلوب جيد و بعدها بالطبع ستتقبل زوجتك كلامك و تصلها الفكرة و تتفهمك و قد تكون هذه أولى خطوات نجاح الحوار الزوجي بينكما.



ثانيا : أنت ذكرت أنك من النوع الذي يكتم ثم ينفجر مره واحدة ، و أنا أسعدني أنك تعرف أين تكمن مشكلتك ، لكن يجب عليك البدء في حلها فالانفجار المفاجئ بعد التراكمات ماهو إلا زيادة في التعقيد في المشكلة و زيادة في النفور من الحوار بين الزوجين و صعوبة لتقبل الآراء بينكما .

فأرجو منك أخي الفاضل ؛ أن تبدأ في التخلص من هذه العادة السيئة و أن تستبدلها بالحوار في حين المشكلة أو بعد أن تبدأ بمدة بسيطة والتأني في وقت الغضب وتفريغ مشاعر الغضب و الاستياء عن طريق الحوار مع زوجتك فور حدوث أمر يزعجك و المشي أو قراءة القرآن الكريم ومرة تلو الأخرى سوف تتخلص بإذن الله من هذه العادة .



أما بخصوص ما ذكرته إن مواقع التواصل الاجتماعي غيرت الزوجات والأبناء فهذا لا شك فيه فهي قد غيرت المجتمع كامل , لكن مع ذلك لا يمكن أن نلقي اللوم عليها ونتملص من المسؤولية ، فالتغيرات في المجتمعات مستمرة و متغيرة ولكل زمن تحدياته وهنا يكمن دورنا في التعامل الجيد مع أسرنا وقدرتنا على إدارة وضعنا الأسري رغم التحديات التي تتعرض لها الأسرة ، وهنا يكمن أيضا نجاح الأسرة في تجاوز الأوقات الصعبة و وضع الحدود لكل ما يعيق الأسرة من التقدم و يتم ذلك أولا بالاستعانة بالله ثم العمل بالأسباب وأولها الحوار الفعال .



وفقك الله و بارك لك .

شكرا لاختيارك مركز السريرة للارشاد الاسري والنفسي، وعند الرغبة في المزيد من الاستشارات او الجلسات الارشادية يرجى التواصل مع رقم المركز:
+966 54 321 1228